التغيرات في قيمة النقود وأثرها في سداد الديون في الفقه الإسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالشرقية - جامعة الأزهر الشريف

المستخلص

يتهاوي الاقتصاد العالمي باستمرار فى الآونة الأخيرة تحت مطارق ضربات التضخم ، التي تلاحقه من زوايا مختلفة ، ولأسباب متعددة ،
ولا يکاد يتعافي من ضربة إلا نزلت علي رأسة ضربات أشد من سابقتها ، ونتيجة لضربات التضخم المتوالية ، والمتعاقبة التي تنزل على اقتصاد الفرد والدولة  ، تحل بالاقتصاد خسائر فادحة ، ومشاکل جمة ، لا ينجو منها فرد ولا دولة ، وتنخفض دوما القوة الشرائية للنقود التى بحوزة الأشخاص ، وحين يحل باقتصاد دولة ما تضخم بنسبة 50% ، فهذا معناه جناية کبيرة نزلت على أصحاب المدخرات ، أفقدتهم نصف مدخراتهم تقريبا ، ومشاکل التضخم ومخاطره کثيرة ، من بينها موضوع هذا البحث ، وهو :
التغيرات في قيمة النقود وأثرها في سداد الديون ، فتعرضنا في هذا البحث لکيفية سداد الالتزامات المالية المؤجلة ، في المعاملات المالية بمختلف أنواعها ، وفي الديون المؤجلة ، وفي مؤخر الصداق ، فحين يقع التضخم وتنخفض القيمة الشرائية للنقود ، کيف تسدد الديون المؤجلة في هذه الحالة ؟
هل تسدد الديون بالمثل ؟ دون التفات لارتفاع أو انخفاض القيمة الشرائية للنقود أم يکون السداد بالقيمة ؟
هذه أسئلة تتردد کثيرا علي الألسنة ، وخصوصا فى أوقات التضخم، الذى هو انخفاض القيمة الشرائية للنقود ، ومن الناحية النظرية يرد هذا السؤال أيضا فى حال تغير القيمة الشرائية للنقود بالارتفاع ، وهو أمر نادرا ما يحدث من الناحية العملية .
ولقد حاولنا في هذا البحث توضيح رأي الشارع الحکيم فى هذا الأمر حتي نحسم مادة الجدل ، وإن کانت هذه المسئلة من الفرعيات التى تقبل الخلاف ، وتقبل أکثر من رأي فهي من الفرعيات ، وليست من الأصوليات ، وشأن الفروع في ديننا الحنيف الخلاف ، وخلاف فقهائنا في الفروع أمر محمود ، وهو للتيسير وليس للتعسير ، فما يسبب حرجا اليوم، قد يکون من أمارت التيسير فى الغد ، وما لا يناسب مکانا اليوم ، وما يکون سببا في عنت ومشقة في مکان ، قد يکون سببا في سعة ورخاء في مکان آخر .
وقد أوضحنا في هذا البحث أن سداد الدين يکون بالمثل لا بالقيمة، وهذا هو الأصل في سداد الدين ، لکن إذا حدث تغير في قيمة الدين فيکون السداد بالمثل لا بالقيمة أيضا ، إذا کان التغير في القيمة يسيرا ، أما إذا کان التغير في القيمة فاحشا فللفقهاء رأيان فى هذه الحالة :
الأول : يکون السداد بالمثل أيضا ، حتي لا نقع في الربا
الثاني : يکون السداد بالقيمة حتي لا يظلم الدائن ولا المدين


 
Abstract
The global economy is constantly falling under the hammer of inflation, which is chasing it from different angles. For many reasons, it is barely recovering from a blow, but it has been hit harder by its predecessors. As a result of successive successive inflation attacks on the economy of the individual and the state, And when the economy of a country is inflation of 50%, this means a big crime fell on the owners of savings, lost half of their savings almost, and the problems of inflation and its risks are many , Among him The theme of this research, which is:
Changes in the value of money and its impact on debt repayment. In this paper, we discussed how to pay off deferred financial obligations in various types of financial transactions, in deferred debts, and in the end of dowry. When inflation falls and the purchasing value of money declines, how is the deferred debt paid in this case?
Do you pay the same debt? Without paying attention to the increase or decrease in the purchasing value of money or is the payment in value?
These are frequently asked questions, especially in times of inflation, which is the lower purchasing power of money. In theory, this is also the case if the purchasing value of money changes, which rarely happens in practice.
We have tried in this research to clarify the opinion of the wise street in this matter until we resolve the substance of the controversy, although this question from the sections that accept the disagreement, and accept more than one opinion is from the sects, and not fundamentalism, and the branches in our religion, the difference, and our differences in branches It is permissible, and it is to facilitate and not to compromise. What is causing embarrassment today, may be one of the facilitators of tomorrow, and what does not fit a place today, and what is a cause of distress and hardship in place, may be cause of the capacity and prosperity elsewhere.
In this paper, we explained that repayment of debt is equivalent not in value, and this is the origin of debt repayment. However, if there is a change in the value of the debt, the repayment will be the same, not also in the value, if the change in value is easy or if the change in value is obscene, In this case :
First: Repayment is also similar, so as not to fall into riba
Second: Payment shall be in value so that neither the creditor nor the debtor will be wronged